الأمازيغية (بالأمازيغية: ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ) (تلفظ تامازيغت) هي إحدى اللغات الأفريقية الحية ويتحدث بها الأمازيغ وهم سكان شمال أفريقيا الأصليون. وهناك حوالي ثلاثة ملايين مهاجر أمازيغي ناطق بالأمازيغية في بلدان أوروبا وأميركا وكندا، خاصة فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربة شريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الأمازيغ الغوانش
في جزر الكناري كانوا يتحدثون بالأمازيغية قبل أن يقضي الاستعمار الإسباني
على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا
إسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير
منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري . من أشهر ملوك
الامازيغ القدامى الذين تكلموا الأمازيغية: يوغرطة وشوشناق وماسينيسا
وتاكفاريناس ويوسف بن تاشفين وعبد الكريم الخطابي.
العائلة اللغوية
اللغة
الأمازيغية تصنّف كلغة أفروآسيوية. يذهب الباحث اللساني الدكتور
محمد المدلاوي في مقال له حول مبادئ المقارنة اللغوية السامية الحامية
منشور في العدد الأول من مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة،
بالمملكة المغربية، إلى إمكان اعتبار الأمازيغية متفرعة مباشرة من اللغات
السامية، وأن بالإمكان الوصول إلى إعادة بناء اللغة السامية الأم انطلاقا
من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية، وقدم لذلك أمثلة
عديدة، ومنهجية علمية دقيقة للتوصل إلى إعادة بناء الإرث
المشتركبيناللغتين. غير أن بعض الباحثين كأحمد بوكوس يرون أن الأمازيغية
ليست حامية ولا سامية وإنما لغة مستقلة بذاتها. ويرى الباحث المستمزغ
الدانماركي كارل برسه أن الأمازيغية لغة متأثرة باللغات الأفريقية الآسيوية
أي الحامو-سامية وأن الكلمات المشتركة بين اللغات الأفريقية الآسيوية هي
ثلاثمائة كلمة، وهذا يعني أنه ليس هناك من علاقة جذرية بين الأمازيغية
واللغات السامية. ويرى الباحث الليبي عبدالمنعم المحجوب
في كتابه [ما قبل اللغة] أن الأمازيغية شأنها شأن بقية اللغات
الأفروآسيوية تعود إلى أصل سومري مندثر، وأن المقاطع السومرية المفردة
والمثناة توطّنت في جذور الكلمات الأفروآسيوية واصطبغت بسمات لفظية يتراوح
الاختلاف بينها من مكان إلى آخر.
إذا كان الخلاف قائما حول العلاقة اللغوية بين اللغات السامية (كالعربية
والعبرية والفينيقية والأمازيغية، فإن التفاعل اللغوي بين العربية
والأمازيغية يتضح بعد دخول الإسلام، فبعض الأمازيغ تعربوا لغويا، وكثير من
المهاجرين العرب تمزغوا. أما الأمازيغ غير المعربين فيستعملون بعض الكلمات
عربية خصوصا في مجال الدين والعبادات إضافة إلى كلمات لاتينية في مجال
التجارة والعمل. كما أن تأثير الأمازيغية في اللهجات العربية المغاربية
واضح بجلاء صوتا وصرفا وتركيبا ودلالة، وذلك نتيجة قرون طويلة من التفاعل
بين العربية البدوية والأمازيغية على ألسنة الساكنة المحلية عربية كانت أو
أمازيغية. ويمكن اعتبار العربيات المغاربية نتاجا صرفا للثقافة الأمازيغية.
اللهجات الأمازيغية
![]() |
الحروف الأبجدية الأمازيغية. |
تتفرع عن الأمازيغية في مجموع شمال أفريقيا عدّة لهجات أو
تنوعات أساسية مفهومة فيما بينها. وكل هذه اللهجات تتحد في القاعدة
اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم
اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى الباحث المستمزغ
الفرنسي أندري باسيه (André Bassi). ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة في إطار الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائر وتونس ومالي والنيجر. وحصل الاعتراف بالأمازيغية جزئيا وبشكل متفاوت في هذه البلدان.
واللهجات الكبرى هي حسب تعداد الناطقين بها:
- اللهجة الأمازيغية القبايلية (الجزائر)
- اللهجة الأمازيغية السوسية (المغرب)
- اللهجة الأمازيغية الشاوية (الجزائر)
- لهجة أمازيغ الواحات (ليبيا) (تونس)
- اللهجة الأمازيغية الطوارقية (الجزائر، ليبيا، مالي، النيجر، بوركينا فاسو)
- اللهجة الأمازيغية الأطلسية (المغرب)
- اللهجة الأمازيغية الريفية (المغرب)
- اللهجة النفوسية (ليبيا)
أما بعض اللهجات الصغيرة والقريبة من إحدى اللهجات الأمازيغية السبع الكبرى فمنها:
- اللهجة المزابية (الجزائر)
- اللهجة الشناوية (الجزائر)
- اللهجة الأمازيغية الشلحية (الجزائر)
- اللهجة الزناتية (الجزائر، المغرب)
- اللهجة الزوارية (ليبيا)
- اللهجة الغدامسية (ليبيا)
- لهجة سندية جنوب (تونس)
- اللهجة الشلحية في مناطق في الجنوب التونسي وخاصةً في جربة،(تونس)
- اللهجة السيوية (مصر)
- اللهجة الزناكية (موريتانيا)، (السنغال)
الكتابة الأمازيغية
![]() |
بعض حروف من تيفيناغ ⵉⵙⴽⴽⵉⵍⴻⵏ ⵏ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ |
![]() |
بعض حروف من تيفيناغ ⵉⵙⴽⴽⵉⵍⴻⵏ ⵏ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ |
تجدر الأشارة إلى أن كتابة التيفيناغ ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ استعملها الأمازيغ الطوارق (إيموهاق) وأمازيغ الشمال منذ القديم. وتوجد عدة أدلة على أن التيفناغ كان خطا خاصا بالأمازيغ. كما أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري
يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها
كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون،
غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي مجموعة الخطوط البدائية السامية
التي ينتمي إليها خط المسند أو القلم الحميري الخط العربي القديم، هذا وقدم
ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها
في خط ثمود
(خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب
الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في
الخط السبئي.
استعمال تيفيناغ عند الأمازيغ
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرهاالخط اللاتيني، غير أن الأمازيغ الطوارق أو إيموهاق وغيرهم من أمازيغ شمال إفريقيا حافظوا على هذه الكتابة.
التيفيناغ بالإضافة إلى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل، فهو يظهر
مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها، كما أنه كتابة تزين حلي
الأمازيغ إلى يومنا هذا عند الطوارق، وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء
كما يبدو في صفحة الإشهار للإذاعة المغربية أ.ت.م.، وحتى في الوشم عند الأمازيغ.
اختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذا الخط جعله يحظى
باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي، وذلك لتطويره
وجعله قادرا على مسايرة العصر، وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ
عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات، ولقد نال
تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا، ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي،
إذ ساهم فيه المغربيون والجزائريون والتونسيون والليبيون والماليون والأمازيغ المقيمون خارج شمال إفريقيا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق